الفكاهة والنقد الساخر

الزير سالم,,,,,,,, كامل نصيرات مقال قديم

أتابع و يتابع معي قطاع واسع من العرب مسلسل «الزير سالم» على (إم بي سي دراما ) ..هذه المرة الرابعة التي أحضر فيها هذا المسلسل بانتظام ..وهو الآن في حلقاته الأخيرة ..
أعترف أنه من أقوى المسلسلات التي شدّتنا و نلهث وراءه أينما عرضوه ..للتمثيل و الإخراج و التصوير و للنص الأكثر من مدهش ..ولكنّ أكبر الأسباب لأنه يحكي عن بطل شعبي (مجرم ) أحبه الناس و حاكوا حوله البطولات ..!
الزير سالم بأعراف زمننا هذا (مجرم حرب ) ولأنه بطلنا الشعبي فإننا نحبه و نحب إجرامه و نرفض أن يمسه أحدٌ بسوء ..و نبرر له كل أفعاله ..وننتظر كل تصرفاته ..قلبنا يخفق معه ..نكيل له المديح و نخترع له كل الأدعيه كي يوفقه الله في حربه الظالمة و في إجرامه الذي بلا حدود وفي طغيانه الذي لا ينتهي إلا بموته ..!
ومن شاهد المسلسل ..استمع إلى حوار القبيلتين اللتين خاضتا حرب الأربعين عاماً من أجل ناقة البسوس..حوار كلّما استمعنا إليه وقفنا مع الطرفين لأنهما على حق ..القبيلتان على صواب و القبيلتان على خطأ ..القبيلتان كل فارس من فرسانهما عند القتال لا يرحم (ابن عمّه) و يتحوّل إلى مجرم حقيقي ..ولديه أسبابه المقنعة ..ورأينا كيف ضاع ( الحب الحقيقي) وكيف تمّ قتله مئات المرات كلّما أراد أن يلطّف الأجواء بين المتعجرفين ..!
الزير سالم ؛ ما زال هنا ..وبدل الزير أنجبنا الآلاف ..و جسّاس ما زال يتربّص بـ(كليب) ..وكليب ترك شؤون العرب وما زال يتربّص بالناقة (سراب ) ..و(ضباع) أخت القاتل و القتيل و أم القاتل و القتيل و زوجة القاتل و القتيل ؛ وحدها من تجلس الآن في الصحراء و أمامها كل التراب لكي تلقيه على رأسها وهي تلطم كلّما جاءها خبر أحدهم أو رأته محمولاً على فرسه..
لله دركم يا عرب ..من يوم يومكم وأنتم تتفشخرون بالموت ولا تعلمون قيمة الحياة..!!